יום חמישי, 16 במאי 2013


مختصر الحرب العالمية الاولى للبجروت
بقلم د.اشرف ابو زرقة

تعتبر الحرب العالمية الاولى من اهم الحروب التي اثرت على دول كثيرة في العالم وخلقت تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية في العالم وغيرت خارطة اوروبا السياسية وخارطة الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية . من هنا تكمن اهمية هذه الحرب ودراسة اسبابها وسيرها ونتائجها .
اسباب الحرب واندلاع شرارتها الاولى
نرى ان غالبية اسباب الحرب متعلقة بتعاظم قوة المانيا في اواخر القرن التاسع عشر خصوصا بعد ان استطاعت ان تهزم فرنسا في عام 1870 . فقد ظهرت المانيا كدولة قوية ومنافسة على الساحة الدولية مما اثر على التوازن الدولي في هذه الفترة . ازاء هذا الوضع , بدأت الدول الاوروبية المختلفة بالانضمام الى احلاف عسكرية وسياسية تخوفا من الوضع الدولي الجديد . فقامت فرنسا وروسيا وبريطانيا على حل الخلافات التي بينها لمواجهة المانيا, مع تفهم للعلاقات الودية التي كانت بين روسيا وبين الشعوب البلقانية. وكانت المانيا قد عقدت حلف ثنائي مع النمسا للوقوف ضد أي خطر خارجي عليهما .بعد تشكيل الاحلاف ظهر سباق التسلح بين بين الدول المختلفة ومن اهم مظاهره ازدياد الصناعة الحربية وتوسيع المانيا لجيشها واسطولها البحري .من الاسباب الاخرى المتعلقة بألمانيا , كان رغبتها بزيادة نفوذها في البلقان وفي الدولة العثمانية الذي ظهر من خلال التقارب العثماني الالماني المتمثل بإقامة سكة حديد بغداد-برلين . وتعتبر سياسة قيصر المانيا ويلهم الثاني التوسعية من اهم الاسباب التي ساهمت الى اشعال الحرب .كما ان تعاظم الشعور القومي في البلقان والصراع بين شعوب البلقان المتنوعة ورغبة النمسا حليفة المانيا في السيطرة على هذه الدول قد اشعل هذه الحرب بصورة مباشرة . فالسبب المباشر كان هو مقتل ولي العهد النمساوي في سراييفو .فقد اعتبرت النمسا صربيا هي المسؤولة عن هذا الحادث واعتبرته ذريعة لإعلان الحرب عليها . وبسبب سياسة الاحلاف , نرى ان روسيا تتعاطف فورا مع شقيقتها السلافية صربيا وتقوم بإعلان الحرب على النمسا . ولم تقف المانيا مكتوفة اليدين لتقوم هي ايضا بالتعاطف مع شقيقتها النمسا الالمانية وتعلن الحرب على روسيا . بعد هذه السلسلة من اعلانات الحرب , تقوم المانيا بإعلان الحرب على فرنسا متخوفة من الهجوم عليها وتقوم من بعدها بريطانيا لتعلن الحرب على المانيا .

سير الحرب واهم جبهاتها 
بخلاف العديد من الحروب الاخرى , لم تكن هذه الحرب خاطفة او سريعة وامتدت على مدار اربع سنين في الاعوام 1914-1918 وذلك بين تباطء للأحداث وتسارعها منذ عام 1917 .وقد وقعت الحرب في جبهتين , الجبهة الغربية مع بريطانيا وفرنسا والجبهة الشرقية مع روسيا
اهم المعارك في الجبهة الغربية
بعد اعلان المانيا الحرب على فرنسا في عام 1914 , بدأت المانيا بتنفيذ خطة شليفن التي كانت قد وضعتها في عام 1906 والتي جاء فيها انه اذا وقعت حرب بين المانيا وفرنسا وروسيا فانه يتوجب على المانيا ان تحتل بلجيكا اولا وعن طريقها تدخل فرنسا بسرعة وذلك لتجنب التحصينات القوية على الحدود الالمانية الفرنسية .من بعدها تقوم المانيا بالتفرغ الى الروس وذلك من اجل ان تتجنب محاربة الدولتين في وقت واحد . بالواقع فشلت هذه الخطة لان احتلال بلجيكا لم يكن بالأمر السهل واستغرق وقت طويل نسبيا , مما افقد عنصر المفاجئة  وجعل الفرنسيون يتهيؤون للغزو الالماني بحفر خنادق على امتداد الحدود مع معسكرات الجيش الالماني .فمع تقدم القوات الالمانية في الاراضي الفرنسية, استطاعت فرنسا صد الهجوم في معركة المارن الاولى في ايلول عام 1914 بمساعدة بريطانية ومنعوا الالمان من الوصول الى باريس وتحولت الى حرب خنادق طويلة التي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الاولى .
المعركة المهمة الثانية التي حدثت كانت معركة فاردان في عام 1916  التي تمثلت في فشل الالمان من احتلال حصن فردان المنيع .وقد كلفت هذه الحرب خسائر كبيرة للطرفين حيث خسر كل طرف اكثر من 400 الف قتيل .
اما المعركة المهمة الثالثة في هذه الجبهة فكانت معركة السوم في عام 1916 حيث قام الجيش الفرنسي والبريطاني بالهجوم على الجيش الالماني في منطقة السوم لحسم الحرب دون جدوى .لقد خسر كل واحد من الطرفان اكثر من نصف مليون قتيل على الاقل . نرى ان هذه الجبهة لم يتم حسمها في هذه الفترة وكانت بمثابة حرب خنادق استمرت حرب خنادق حتى تدخل الولايات المتحدة .
الجبهة الشرقية
كانت مجريات هذه الحرب في الاساس بين الالمان وبين الروس .كما هو الشأن في الجبهة الغربية لم يتم حسم الحرب بسرعة .في البداية استطاعت روسيا ان تهزم المانيا التي كانت مشغولة في الجبهة الغربية وذلك في منطقة بروسيا الشرقية .من بعدها استطاع الالمان الانتصار في معركة تاننبرغ  في اب 1914 وقتل اكثر من 20 الف قتيل روسي واسر اكثر من 90 الف روسي . غير ان الروس استطاعوا في عام 1915 بمهاجمة  النمسا حليفة المانيا واحتلال مناطق منها .بعد ذلك قامت المانيا بإجبار روسيا على الانسحاب من الاراضي التي احتلتها وقامت بالوصول الى ابواب ريغا (عاصمة لتفيا) .من بعد ذلك تحولت هذه الجبهة الى حرب خنادق ولم تحسم لأي طرف  حتى قيام الثورة الشيوعية .
الجبهة البحرية
بالإضافة الى المعارك البرية , حدثت ايضا معارك بحرية , تمثلت بحرب الغواصات التي كانت بين المانيا وبين بريطانيا . حاولت المانيا من خلال الغواصات ان تغرق السفن البريطانية لكسر الحصار البحري المفروض عليها .وبالرغم من الخسائر التي تكبدتها بريطانيا الا ان المانيا لم تنجح في كسر الحصار .كما ان اغراق الالمان للسفينة الاميركية لوزيتانيا , ساهم في دخول الولايات المتحدة الحرب ضد المانيا .
تعتبر معركة جوتلاند من اهم المعارك التي حدثت بين المانيا وبين بريطانيا ولم يتم حسم الحرب فيها بالرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها الطرفان .
التطورات الكبيرة في عام 1917
اهم هذه التطورات هو دخول الولايات المتحدة الاميركية الحرب ضد المانيا وخروج روسيا من الحرب على اثر الثورة الشيوعية في عام 1917 .
دخول الولايات المتحدة الحرب
في البداية , لم ترغب الولايات المتحدة بالتدخل بالحرب التي اعتبرتها حربا اوروبية وحافظت على مبدا مونرو الذي يرى انه لا مجال للتدخل الاميركي في اوروبا ولا مجال للتدخل الاوروبي في اميركا . غير انه كانت هناك عوامل التي ساهمت في دخول الولايات المتحدة الحرب لجانب دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا , منها اغراق السفينة الاميركية من قبل الالمان التي اثارت الراي العام الاميركي. كما تضامنت الولايات المتحدة مع دول الحلفاء التي اعتبرتها دول ديمقراطية مثلها .وخاف الرأسماليون الاميركيون من خسارة الحلفاء بسبب الديون التي اعطوها لبريطانيا وفرنسا .كما انه تم كشف برقية المانية التي حرضت المكسيك على شن حرب ضد الولايات المتحدة .
خروج روسيا من الحرب
بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 وانهيار النظام القيصري القديم , ايقنت القيادة الجديدة بانه من الافضل التركيز على الاصلاح الداخلي في روسيا وترك الحرب مع المانيا حتى لو كلف ذلك روسيا غاليا . بدأت المفاوضات مع الالمان وتم التوصل مع المانيا على اتفاق سمي باتفاق او صلح بريست-ليتوفسك الذي التزم فيه النظام الجديد بالخروج من اراضي بولندية وفنلندية والخروج من اراضي في القفقاز لصالح تركيا .
المراحل الاخيرة للحرب
خروج روسيا من الحرب لم يسعف وضع المانيا وحلفائها , لان الولايات المتحدة دخلت الى الحرب وساهمت في رفع معنويات الحلفاء مع دعم مالي قوي ومع اسطول وجيش لم ينهك بالحرب .قامت الولايات المتحدة مع حلفائها بدحر الالمان في معركة المارن الثانية في عام 1918 وجعلوا الالمان يتقهقرون الى الاراضي الالمانية . في هذه الفترة , تنازل قيصر المانيا ويلهم الثاني عن العرش وقام الالمان بتوقيع الهدنة والاستسلام المذل الذي افقد المانيا العديد من سكانها واراضيها وفرض عليها عقوبات قاسية كانت سببا للحرب العالمية الاولى .
مبادئ ويلسون
في المرحلة الاخيرة للحرب صرح ويلسون الرئيس الاميركي بمبادئ عرفت باسم مبادئ ويلسون ال 14 التي صرح فيها عن رغبته في انهاء الحرب واحلال السلام واتباع الطرق التي تحد من الحروب .من اهم ما جاء فيها : ان تكون الاتفاقيات بين الدول علنية : ان يتم تامين حرية الملاحة في البحار: ان يتم تخفيض السلاح ومنح القوميات المختلفة التي تعيش في النمسا وتركيا حق تقرير المصير .كما صرح بضرورة اقامة عصبة الامم المتحدة .
نتائج الحرب
من اهم نتائج الحرب ,خسائر كبيرة في الارواح واصابات كبيرة فقد بلغ عدد القتلى في ميادين الحرب اكثر من 8 ملايين شخص .كما انه كان هناك عشرات الملايين من المصابين ومن المفقودين .كما تضررت اوروبا من ناحية اقتصادية ولحق بها الدمار والبطالة وتقلص عدد العمال والمال .وظهرت في اوروبا انظمة جديدة بدل الانظمة القديمة التي قامت على اجزاء الدول المهزومة .

مختصر نشوء الدول الجديدة في اوروبا
بقلم: د.اشرف ابو زرقة

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى , نشأت دول جديدة على انقاض الدول المهزومة في الحرب .ساد النظام الديمقراطي في معظم هذه الدول الجديدة .من العوامل التي ساهمت على انتشار النظام الديمقراطي. هو سقوط الانظمة والامبراطوريات القديمة ووجود ضرورة في استبدال هذه الانظمة بنظام جديد وتم اختيار النظام الديمقراطي كرغبة في التجديد والاصلاح. كما ان انتصار الدول الديمقراطية ساهم في فرض الديمقراطية على الانظمة الجديدة . كما شجع الرأسماليون والدول المنتصرة هذه الانظمة بسبب خوفها من سيطرة الشيوعيين عليها . وراي الكثير من ان تبني النظام الديمقراطي سيساعد في حل المشاكل القومية والعرقية والدينية الموجودة في هذه الدول .   
بالواقع لم يقم النظام الديمقراطي بحل مشاكل هذه الدول .نرى ان الانظمة الديمقراطية في هذه الدول فشلت في تحقيق اهدافها .من اهم الاسباب لفشل النظام الديمقراطي كان  عدم الاستقرار السياسي بسبب كثرة الاحزاب وعدم حصولها على عدد كافي يؤهلها للحكم ويجعلها تتعاون مع الاحزاب الاخرى .كما ان تعدد القوميات والمذاهب الدينية والثقافات في هذه الدول ساهم هو الاخر في تأجيج الوضع .كما ان تفاقم الازمات الاقتصادية , مثل فقدان القوى العاملة نتيجة الحرب ونفاذ المال والخراب الذي حل بالبلاد بسبب ويلات الحرب العالمية الاولى ادى الى عدم ثقة الناس بهذه الانظمة. كما ان الرجعيين من الانظمة القديمة مثل البرجوازيون والمحافظون والكثير من الضباط القدامى لم يؤيدوا هذه الانظمة لانهم خسروا فيها مكانتهم السابقة .
امثلة على مشاكل الانظمة الجديدة في اوروبا
بولندا
 تعتبر بولندا من الدول العريقة والقديمة في اوروبا الا انها فقدت استقلالها في عام 1815 على اثر الحروب النابليونية وتم تقسيمها بين المانيا وروسيا والنمسا . بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى سنحت الفرصة من اجل بعث هذه الدولة من جديد .صحيح ان اقامة الدولة قد لبى المطالب الوطنية عند شرائح في المجتمع البولندي وخاصة العرق البولندي,  غير انه لم يلبي المطالب القومية والوطنية عند شعوب اخرى , وذلك مثل  الاقلية الالمانية التي قد فصلت عن وطنها الام المانيا . كما عاشت  في هذه الدولة العديد من الاقليات الدينية والقومية الاخرى مثل اليهود والروس والتتر والاوكرانيون . لم يساهم هذا الوضع في وحدة البلاد الوطنية , بل ساهم في وجود احزاب كثيرة منقسمة على نفسها تمثل مصالح مختلفة ولم  توجد كتلة وطنية واحدة التي تستطيع توحيد هذه القوميات والاقليات تحت قاسم مشترك .هذا ادى الى حالة الهيجان السياسي وعدم وجود استقرار سياسي في هذه الدولة . بالإضافة الى ذلك كانت بولندا دولة زراعية غير متطورة وفقيرة .هذه الاسباب جميعها جعلت بولندة فريسة سهلة للألمان والروس في الحرب العالمية الثانية .
تشيكوسلوفاكيا
تم انشاء هذه الدولة على انقاض كل من النمسا والمانيا في عام 1918 . بطبيعة حالها كانت هذه الدولة مكونة من التشيك ومن السلوفاك ومن الالمان واقلية من اليهود .وبسبب هذه المكونات لم يرضى أي طرف بحكم الاخر . فالسلوفاك لم يرضوا بحكم التشيك لهم والالمان فضلوا ان يعيشوا تحت حكم الماني وكانوا ذريعة استخدمها هتلر في النهاية لضم تشيكوسلوفاكيا الى المانيا . مع كل هذه المشاكل , استطاع قائد تشيكوسلوفاكيا المحنك توماس مازريك الذي سمي بابي تشيكوسلوفاكيا بسبب حنكته السياسية ان يوفق بين القوميات المختلفة وينتهج نظام ديمقراطي سليم ويساهم في التطوير الصناعي لتشيكوسلوفاكيا , وذلك حتى وفاته في عام 1937.
يوغوسلافيا
معناها جنوب ارض الشعوب السلافية .اعتبر اسمها رمزا ع لفكرة توحيد الشعوب السلافية تحت مظلة دولة واحدة . انشات في عام 1918 كدولة ملكية دستورية ديمقراطية . وقد تألفت من شعوب كثيرة , مثل الصرب , الكروات , السلوفان, البوسنيون  والمكدونيون . لم يستمر هذا النظام الديمقراطي في الوجود. ففي عام 1928 استغل  ملك يوغوسلافيا عدم الاستقرار السياسي في البلاد ليقوم بتعطيل الدستور وتحويل يوغوسلافيا الى دولة ملكية استبدادية .
جمهورية فايمر الالمانية
تعتبر هذه الجمهورية من اكبر الامثلة على فشل الانظمة الديمقراطية الناشئة في اوروبا بعد الحرب العالمية الاولى . تم انشاء هذه الجمهورية على انقاض ما تبقى من الامبراطورية الالمانية (الرايخ الثاني) .سميت على اسم مدينة فايمر حيث تم هناك اعلان الدستور الديمقراطي للجمهورية الجديدة . في هذا الدستور تم ضمان الحريات المختلفة مثل حرية التعبير والتفكير والانتخاب وحرية الاحزاب . كان فيه مبدا فصل السلطات , التنفيذية , التشريعية , القضائية . كما منح الدستور حقوق اجتماعية واقتصادية للمواطنين وخاصة في حال عجزهم او ضعفهم الاقتصادي. كان على هذه الجمهورية ان تواجه صعوبات اقتصادية وسياسية كبيرة وخصوصا بانه اجبرت المانيا على دفع تعويضات خيالية للحلفاء وتم سلخ اراضي واسعة منها لحساب دول اخرى وفي ليلة وضحاها اصبح الكثير من الالمان يعيشون تحت حكم اجنبي عنهم . ازاء هذه الظروف الصعبة تشكلت العديد من الاحزاب السياسية في المانيا .مثل : الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان من اكبر الاحزاب والحزب الشيوعي الذي تخوف منه الرأسماليون والحزب الكاثوليكي الذي كان يعبر عن مصالح البرجوازيين وحزب العمال وحزب الشعب الالماني الذي نجح بالوصول الى الحكم في عام 1923.
عانت جمهورية فايمار حتى عام 1923 من مشاكل اقتصادية فظيعة بسبب نتائج الحرب التي تمثلت بالخسائر المالية وانخفاض قيمة المارك الالماني والتعويضات الضخمة وخسارتها للكثير من المناجم والثروات الطبيعية نتيجة سيطرة الدول الاخرى عليها .
منذ مطلع عام 1924 وحتى عام 1929 , عاد بعض من الاستقرار المالي والسياسي وتحسنت حالة البلاد بسبب المساعدات الاميركية لها وبفضل الادارة السليمة والشخصية القيادية للمستشار الألماني (بمثابة رئيس حكومة ) غوستاف شترزمان .غير انه تأزم الوضع الاقتصادي والسياسي لألمانيا في عام 1929 نتيجة الازمة الاقتصادية الكبرى في العالم ونتيجة وفاة شترزمان .

مختصر صعود النازية للبجروت  
د.اشرف ابو زرقة

تعتبر هزيمة المانيا في الحرب العالمية الاولى ونتائجها على الشعب الالماني من العوامل التي ساعدت الحزب النازي بقيادة ادولف هتلر الى الوصول الى السلطة في المانيا . فالحزب النازي استغل الحالة الاقتصادية الصعبة في المانيا والازمة النفسية عند الالمان في الدعاية الانتخابية واعدا الشعب الالماني بتوفير فرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي .كما استغل الازمة النفسية نتيجة خسارة الحرب من اجل التحريض على اليهود الذي نسب لهم الخيانة في الحرب واعتبرهم سبب في تردي الاوضاع الاقتصادية .كما حرض على مقيمي النظام الديمقراطي الذين وقعوا على الاتفاقيات, الذين سماهم باسم مجرمي تشرين . كما  نرى ان الحالة الاقتصادية الصعبة والعقوبات بخصوص المانيا قد ادت الى نشوء ازمة الثقة بالنظام الديمقراطي .نتيجة لذلك رأى الكثير من الالمان ان الحزب النازي هو الحل الذي سيحل التعقيدات النفسية والاقتصادية عند الالمان وبهذا منحوه صوتهم في الانتخابات . كما استغل شخصيته الكارزماتية من اجل اقناع الناس بصدق اقواله. كما نرى ان هتلر استغل تخوف الرأسماليين والبرجوازيين من القوة المتعاظمة للشيوعيين من اجل جذبهم اليه. بالإضافة الى ذلك استغل هتلر عدم ائتلاف الاحزاب الاخرى مع بعضها البعض ليصبح حزبه هو الحزب القوي وخصوصا بعد ان طلب منه الرئيس هندنبرغ ان يشكل الحكومة . بهذا استطاع هتلر الوصول الى الحكم بصورة شرعية وذلك بسبب استغلاله للنظام الديمقراطي الالماني الذي اعطاه الحق بالمشاركة في الانتخابات بالرغم من برنامجه العنصري والغير ديمقراطي .
النظرية النازية ومبادئها
تعتمد النظرية النازية في الاساس على نظريات عرقية عنصرية التي اعطت للشعوب الارية الاوروبية وخصوصا الشعب الالماني افضلية عرقية وحضارية وثقافية على الشعوب الاخرى . بموجب هذا , يعتبر الشعب الالماني هو الشعب الاعلى والافضل في السلم العرقي للشعوب.اما الشعوب الاخرى مثل اليهود والعرب والزنوج فهم في اسفل السلم . من هنا اعتبر النازيون اليهود عنصر غير ايجابي وطفيلي الذي يعيش على حساب الشعب الالماني.
كذلك تعتمد النظرية الالمانية على  فكرة الحرب المستمرة والصراع بين الشعوب .بموجب هذه الفكرة فان التاريخ هو عبارة عن صراع مستمر بين الشعوب وان الشعب الافضل والانقى هو الذي سينتصر في النهاية وهو بالطبع الشعب الالماني. وتؤمن النظرية النازية بانه يحتاج الالمان الى مجال حيوي من الاراضي والثروات الطبيعية التي يستطيع الالمان ان يعيشوا فيها ويستغلوا ثرواتها ويجعلوا شعوبها خدما لهم وخصوصا الشعوب السلافية في اوروبا الشرقية .وحسب هذه النظرية لا يمكن تحقيق هذا الامر الا من خلال الحرب وقوة الدم والحديد. ومن هذا المنطلق الاستبدادي المبني على القوة , لا يمكن للمبادئ الديمقراطية ولا حتى الاشتراكية ان تكون لها نصيب في النظام النازي .فالنظام النازي يرى بشخصية الفوهرر التي هي رئيس الدولة هي الشخصية الاعلى والتي يجب على مؤسسات الدولة , والشعب الالماني الخضوع لها  والطاعة العمياء لأوامر الفوهرر المعصوم عن الخطأ .فالدولة ما هي الا اداة بيد الفوهرر لتحقيق افكار ومبادئ النظرية النازية بشتى الوسائل من تشريع القوانين وحتى القتل والابادة لكل مخالف .

مختصر تثبيت النازية في المانيا
بقلم د.اشرف ابو زرقة

من اجل ان يثبت هتلر النظام النازي في المانيا قام بالعديد من الاعمال والسياسات . فالبداية قام بتوسيع صلاحياته لتحويل المانيا الى دولة توتاليتارية ديكتاتورية .من اجل تحقيق هذا الهدف كان يجب عليه القضاء على خصومه السياسيين وجعل الحزب الالماني الحزب الوحيد في البلاد . فقام بحرق البرلمان الالماني , الرايخستاغ واتهم الشيوعيين بذلك من اجل اقصائهم عن المشاركة السياسية . استخدم فرق العاصفة الارهابية من اجل التخلص من منافسيه ومن اجل التأثير على الناخبين . تحت وطأة ارهاب هذه الفرق استطاع ان يكسب غالبية الاصوات لصالحه وينجح في الانتخابات المقبلة .تحت وطأة هذا الارهاب استطاع ان يجعل الناس توافق على جعل الحزب النازي الحزب الوحيد في المانيا .كما استخدم هتلر اساليب الدعاية المختلفة من اجل اقناع الناس بصدق طريقه وجعل نفسه شخصية عليا وهي الفهرر المعصوم عن الخطأ والذي سيوصل الالمان الى طريق الامان والمصلح لهم . 

مختصر تحركات هتلر العدوانية للبجروت
د.اشرف ابو زرقة

اكبر عائق امام هتلر كان عقوبات فرساي ان كانت المالية وان كانت العسكرية التي حاولت ان تضعف المانيا .قام هتلر بصورة تدريجية بالغاء هذه العقوبات وتقوية قوة المانيا العسكرية .فاستغل الازمة الاقتصادية من اجل ان يعلن انه لا تسطيع المانيا ان تستمر في دفع التعويضات لبريطانيا وفرنسا ولم تعترض الدول على ذلك ووافقت على قرار المانيا في عام 1932.
قامت المانيا باعادة التسلح وتوسيع مجنديها وتقوية جيشها واعداده بالمعدات الحديثة والثقيلة ولم تعترضها الدول العظمى .من بعدها قامت المانيا باسترداد منطقة السار في عام 1935 وقامت بتحصين منطقة الراين بالقرب من الحدود مع فرنسا .
سياسة الترضية
هي السياسة التي مارستها الدول العظمى وبالاخص فرنسا وبريطانيا تجاه تحركات هتلر العدوانية وضمه للعديد من المناطق دون ان يتم ردعه او وقفه .كانت الدوافع لهذه السياسة : رغبة الدول العظمى في تجنب الخوض في حرب عالمية ثانية , رغبة هذه الدول في دعم هتلر من اجل صد الشيوعية , ظن بعض الزعماء ان بعض المطالب الالمانية عادلة بسبب اجحافات قرارات فرساي المهينة بحق المانيا , ظن بعض الزعماء انه بهذه السياسة الغير عنيفة ستعيد المانيا الى دولة مسالمة .
امثلة على هذه السياسة
 في عام 1938 قام هتلر بعملية الانشلوس التي ضم النمسا واعتبرها جزءا لا يتجزأ من المانيا ولم تتحرك الدول ساكنا .  بعد ذلك قام هتلر بالمطالبة باقليم السوديت الالماني في تشيكوسلوفاكيا . وفي مؤتمر ميونيخ وبمشاركة تشمبرلين البريطاني وموسولينيني الايطالي ودالادييه الفرنسي تم اجبار تشيكوسلوفاكيا على التنازل عن هذا الاقليم . من بعدها قامت المانيا بضم بقية تشيكوسلوفاكيا اليها دون ان تتدخل الدول الاخرى .  في النهاية فشلت هذه السياسة واستغلها هتلر من اجل ان يعلن الحرب على بولندا لتبدأ الحرب العالمية الثانية .

مختصر الحرب الباردة للبجروت
د.اشرف ابو زرقة

الحرب الباردة هي نوع من الحرب النفسية والاقتصادية والسياسية التي كانت بين المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية .
اسباب الحرب الباردة :
أ.العامل الاقتصادي : فقد تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على مصالح اقتصادية وتجارية وعلى الثروات الطبيعية في الدول المختلفة .
ب. العامل الايديولوجي: كان هناك صراع فكري ايديولوجي بين الولايات المتحدة التي تتبع الفكر الليبرالي والنظام الرأسمالي وبين الاتحاد السوفياتي الذي رفع الفكر الشيوعي والنظام الاشتراكي .صراع بين نظام ديمقراطي مبني على تعدد احزاب مثل الولايات المتحدة وصراع بين نظام شيوعي مبني على حزب واحد .
ج.الصراع من اجل الحصول على مناطق نفوذ اكثر .فكل دولة تدعى انها الاقوى وتريد ان تجعل دول اخرى تابعة لها .
من اهم مظاهر الحرب الباردة
ا.مبدا ترومان : هو عبارة عن خطاب سياسي لرئيس الولايات المتحدة .في هذا الخطاب تم التاكيد على اهمية مساعدة الدول الفقيرة مثل تركيا واليونان عن طريق تقديم المساعدات المالية لها وذلك من اجل منع سيطرة الشيوعيين على هذه الدول .
ب.مشروع مارشال : هو عبارة عن مشروع اقتصادي ضخم هدفه اعادة اعمار اوروبا بعد الحرب وذلك من اجل مكافحة الفقر والشيوعية واقناع الدول بتبني النظام الديمقراطي .
ج.حلف ناتو : يسمى حلف شمال الاطلسي هو حلف عسكري بقيادة الولايات المتحدة الاميركية  وذلك من اجل صد أي هجوم شيوعي يهدد المصالح الغربية في اوروبا ومناطق اخرى في العالم .انضمت الى هذا الحلف دول مثل ايطاليا وبريطانيا وهولندا وتركيا والمانيا والنرويج وكندا وغيرها .
د.حلف وارسو : سمي على اسم مدينة وارسو البولندية وهو حلف عسكري يضم الدول الشيوعية وقد نشا هذا الحلف كرد فعل لحلف الناتو الذي هدد المصالح الشيوعية  .
ھ.منظمة الكومينفورم : منظمة شيوعية اقيمت كرد فعل لمشروع مارشال وهدفها التنسيق والتعاون بين الاحزاب الشيوعية لنشر الشيوعية ومحاربة الافكار الراسمالية .
و.منظمة الكوميكون : منظمة شيوعية اقتصادية اقيمت كرد فعل اخر لمشروع مارشال وهدفها التنسيق والتعاون الاقتصادي بين الدول الشيوعية .
اهم ازمات الحرب الباردة
ا.حصار برلين عام 1948 : هو عبارة عن حصار اقتصادي من قبل الاتحاد السوفياتي لمدينة برلين الغربية وذلك كرد فعل لمشروع مارشال .في هذا الحصار منع السوفيات دخول المساعدات والغذاء للقسم التابع للدول الغربية عندما منعتها من دخول الاراضي الالمانية الواقعة تحت الاحتلال الالماني.قامت الدول الغربية بفك الحصار من خلال اقامة جسر جوي بالطائرات , حيث تم نقل جميع المساعدات عن طريق هذه الطائرات على مدار سنة كاملة . في النهاية تم فك الحصار السوفياتي وانتصرت الولايات المتحدة من ناحية معنوية بعد ان كلفها هذا الجسر الجوي تكاليف باهظة وتوتر سياسي شديد مع الاتحاد السوفياتي على مدار سنة كاملة كاد يتطور الى حرب عالمية ثالثة .
ب.الحرب الكورية (1950-1953) .تعتبر هذه الحرب من ازمات الحرب الباردة لانه تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في هذه الحرب التي كانت اصلا حرب اهلية بين الكوريين ومن ثم تدخلت فيها الدول العظمى . بعد الحرب العالمية الثانية تم اقتسام شبة الجزيرة الكورية الى مناطق نفوذ شيوعية ومناطق نفوذ اميركية .كوريا الشمالية كانت تحت النفوذ الشيوعي الصيني الروسي وكوريا الجنوبية كانت تحت النفوذ الاميركي الغربي . كل دولة ارادت الحفاظ على مناطق نفوذها وحتى المحاولة لتوسيعه على حساب القسم الاخر . في النهاية تم الاتفاق على خط عرض 38 كخط فاصل بين الدولة الشيوعية كوريا الشمالية وبين الدولة الغربية كوريا الجنوبية .كلفت هذه الحرب خسائر فادحة في الارواح من المدنيين ومن الجنود من كلا الطرفين (خسرت الولايات المتحدة لوحدها اكثر من  36 الف قتيل).
ج.الازمة الكوبية او ازمة صواريخ كوبا 1962. في هذه الازمة تم اكتشاف صواريخ نووية على الجزيرة الكوبية بعد وصول الشيوعيين للحكم في كوبا وفشل الولايات المتحدة في قلب نظام الحكم في كوبا. هذه الصواريخ تم زرعها من قبل السوفيات الذين ارادوا مساعدة الشيوعيين في كوبا وبسط نفوذهم الى القارة الاميركية . طالبت الولايات المتحدة في ازالة هذه الصواريخ وقامت بحصار شامل لكوبا عن طريق الاسطول الاميركي .كادت هذه الازمة ان تتحول الى حرب نووية شاملة , الا انه  في النهاية تنازل الطرفان وقام الاتحاد السوفياتي بسحب الصواريخ النووية مقابل عدم تعرض الولايات المتحدة لكوبا .
مختصر الايديولوجية النازية واسس العداء لليهود للبجروت
 د.اشرف ابو زرقة

تعتمد الايديولوجية النازية في الاساس على النظرية العرقية .وفق هذه النظرية , يعتبر الشعب الاري الذي يعتبر الشعب الالماني هو الشعب الاعلى والاحسن بين الشعوب .من هنا يؤمن النازيون بان الشعب الالماني يجب ان يكون سيد الشعوب كلها . ووفق هذه النظرية هناك شعوب اعدت لخدمة الشعب الالماني مثل الشعوب السلافية .وترى النظرية النازية ان هناك شعوب اخرى مثل اليهود التي تسعى لهدم الحضارة الالمانية وتعيش على حساب الشعب الالماني وتهدد بتلويث نقاوة الدم الالماني .وفق لهذا نرى ان النازيين استغلوا هذه النظرية من اجل اثارة العداء ضد اليهود في اوروبا واعتبارهم دخلاء على الشعب الالماني والذين يهددون نقاوة الدم الالماني وخصوصا من خلال الزواج المختلط .
كما استغل النازيون قصص المؤامرة (مثل بروتوكولات حكماء صهيون) التي وفقها يخطط اليهود على السيطرة السياسية والاقتصادية على العالم من خلال هدم القيم والمبادئ وبث الفساد الاخلاقي وزعزعة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الدول الاوروبية .
ونرى ان النازيين استغلوا ثراء العديد من اليهود وشهرة عائلات يهودية مثل عائلة روتشيلد من اجل التحريض على اليهود واعتبار هذا الثراء على حساب الشعب الالماني .
كما اتهم النازيين اليهود بانهم السبب الرئيسي في هزيمة المانيا في الحرب العالمية الاولى وانهم المسئولون عن توقيع اتفاقية فرساي المذلة .

مراحل اضطهاد اليهود في اوروبا

في نيسان عام 1933 تم الاعلان عن المقاطعة الاقتصادية لليهود .تم منع الالمان من التعامل الاقتصادي مع اليهود ان كان من خلال الشراء من المحلات التجارية وان كان من خلال عقد الصفقات التجارية . وصل الامر في الكثير من الحالات الى وضع حراس المان عند ابواب المحلات التجارية من اجل تنفيذ اوامر المقاطعة ومعاقبة مخالفي القانون .
كما تم اقصاء اليهود من الوظائف الحكومية والمهمة في المانيا وتم تبديلهم بموظفين المان حرصا على تطبيق نظرية سيادة العرق الالماني ومنع اليهود من التأثير على أي سياسة اقتصادية وسياسية تخص الالمان .
وفي شهر ايار عام 1933 تمت عملية حرق الكتب اليهودية حيث اعتبر النازيون الادباء والكتاب اليهود من الد الاعداء الذين يجب محاربتهم لانهم يشكلون خطرا على الثقافة والحضارة الالمانية .ومن ثم تم طرد الفنانون والادباء والشعراء من مسارح الادب والفن والثقافة الالمانية ومنعت مشاركتهم .
في عام 1935 تم اصدار قوانين نيرنبرغ التي جاء فيها : سحب الجنسية الالمانية من اليهود ومن ثم منع الزواج المختلط بين الالمان واليهود .
في عام 1938 نفذت اضطرابات ليل البلور بحق اليهود حيث تم تدمير الواجهات الزجاجية للمحلات التجارية وتم حرق اماكن العبادة لليهود وذلك كرد فعل مباشر لمقتل دبلوماسي الماني في السفارة الالمانية في باريس على يد يهودي قد اضطهدت عائلته من قبل الالمان . بالحقيقة استغلت هذه الحادثة من قبل السلطات الالمانية من اجل التضييق على اليهود في المانيا وطردهم منها . كانت نتيجة هذه الاضطرابات بان هاجر الكثير من اليهود الالمان الى فلسطين .وبقي العديد من اليهود متجاهلين الاحداث ظانين بان الوضع سيتغير ولن يدوم .وشكل بعضهم الاخر لجان شعبية لمساعدة اليهود المتضررين . وبادر قسم اخر الى الاحتجاج والاستنكار والاستهجان .

مراحل الاضطهاد في المناطق المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية

سعى الالمان الى تجميع اليهود في اماكن معينة  وذلك في المناطق في اوروبا مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا ومناطق روسيا .تم نقل اليهود في البداية الى معسكرات العمل وتم اجبارهم على العمل بطروف صعبة للغاية .
من بعدها تم تجميع اليهود في الجيتوات .والجيتو هو عبارة عن مجمع سكاني محصور في مساحة ضيقة خصص فقط لليهود .عاش اليهود في الجيتو ظروف صعبة مثل الازدحام الشديد وانتشار الامراض بسبب تراكم الاوساخ والشروط الصحية المتدنية .وعانى الكثير من الجوع بسبب سياسة الالمان التي لم تعطي اليهود الا القليل من الطعام .
من اجل السيطرة على هذه الجيتوات وتنفيذ اوامر الالمان ومعرفة الاحوال فيها , قام الالمان بتعيين مجالس خاصة لليهود فيها سميت باليودنرات , أي مجالس اليهود . في هذه المجالس قام اليهود بإدارة شؤونهم اليومية والاهتمام بتوزيع الطعام والنظافة واالامور الدينية .كما تم اجبار زعماء هذه المجالس على نقل الاخبار اليومية لليهود ونشاطهم الاجتماعي والسياسي لليهود . وكانوا بمثابة اداة استخدمها الالمان للسيطرة على اليهود وتنفيذ اوامرهم حتى ان البعض من زعماء هذه المجالس انتحر عندما عرف انه لم يكن الا اداة لتعذيب وقتل لأشقائه اليهود.
تمثلت ردود الفعل بتشكيل حركة المقاومة اليهودية في الجيتوات ونذكر منها تلك الحركة المقاتلة في جيتو وارسو بقيادة مردخاي انليفتش الذي شكل حركة تمرد واسعة . فتم جمع السلاح وحتى صنعه بصورة بدائية وحفر الخنادق واقامة التحصينات وجمع المساعدات والتنسيق بين الثوار.من بعدها تم اعلان التمرد في هذا الجيتو الذي استطاع الالمان القضاء عليه بعد تفجير الجيتو على سكانه .مع هذا ساهم هذا التمرد في رفع معنويات اليهود لمقاومة الالمان والتحالف مع اعدائهم للخلاص منهم .
ففي الغابات والاحراش تم تشكيل فرق المقاومة التي سميت باسم البارتيزانيم .قامت هذه الفرق بحرب عصابات ضد الالمان .قامت بقطع طرق المواصلات للالمان وتخريب المنشئات الاقتصادية والعسكرية .قامت بالاتصال مع الروس ونقلت لهم اخبار سير العمليات الالمانية .قامت بتخليص العديد من اليهود من الجيتوات ومن معسكرات الابادة .
في عام 1942 قرر الالمان في مؤتمر فانزة او وانزة التخلص من اليهود من خلال ابادتهم وقتلهم وهو ما عرف باسم الحل النهائي . تم اقامة معسكرات ابادة جديدة او تحويل معسكرات عمل الى معسكرات للابادة .في البداية تم انتقاء اليهود الذين قرر اعدامهم ونقلهم بظروف ازدحام وغير صحية في القطارات وغيرها من وسائل المواصلات .في الكثير من الحالات تم قتل اليهود من خلال الرمي بالرصاص وذلك بعد ان قاموا بحفر قبورهم بأنفسهم . غير ان هذا الحل لم يرضي السلطات وقامت باستبداله من خلال الخنق بالغاز بمعسكرات الابادة مثل اوشفيتس , حلمنو , ميدانك , طرابلينكا.في البداية  اجبر اليهود على خلع ملابسهم وحتى قص شعرهم والتخلص من نظاراتهم لايهامهم بانهم سيذهبون للاستحمام .من بعدها تم ادخالهم الى غرف الغاز ومن هناك تم بث الغاز في هذه الحجرات .من ثم تم سحب الجثث وحرقها في افران اقيمت خصيصا لذلك .

اعتبرت عمليات الابادة هذه كارثة كبيرة لم تكن في تاريخ اليهود لا في الدول الاسلامية ولا في الدول الاوروبية القديمة .فقد تم ابادة معظم سكان اوروبا اليهود واصبحت فلسطين من اكبر تجمعات اليهود في اسيا وفي اوروبا .امن الكثير من اليهود بسبب الكارثة التي اصابتهم ان الحل هو اقامة دولة يهودية في فلسطين .كما ان الدول الغربية مثل الولايات المتحدة امنت انه لا بد من مساعدة اليهود واقامة دولة خاصة بهم .