مختصر صعود النازية للبجروت
د.اشرف ابو زرقة
تعتبر هزيمة المانيا في الحرب العالمية
الاولى ونتائجها على الشعب الالماني من العوامل التي ساعدت الحزب النازي بقيادة
ادولف هتلر الى الوصول الى السلطة في المانيا . فالحزب النازي استغل الحالة
الاقتصادية الصعبة في المانيا والازمة النفسية عند الالمان في الدعاية الانتخابية
واعدا الشعب الالماني بتوفير فرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي .كما استغل الازمة
النفسية نتيجة خسارة الحرب من اجل التحريض على اليهود الذي نسب لهم الخيانة في
الحرب واعتبرهم سبب في تردي الاوضاع الاقتصادية .كما حرض على مقيمي النظام
الديمقراطي الذين وقعوا على الاتفاقيات, الذين سماهم باسم مجرمي تشرين . كما نرى ان الحالة الاقتصادية الصعبة والعقوبات
بخصوص المانيا قد ادت الى نشوء ازمة الثقة بالنظام الديمقراطي .نتيجة لذلك رأى
الكثير من الالمان ان الحزب النازي هو الحل الذي سيحل التعقيدات النفسية
والاقتصادية عند الالمان وبهذا منحوه صوتهم في الانتخابات . كما استغل شخصيته
الكارزماتية من اجل اقناع الناس بصدق اقواله. كما نرى ان هتلر استغل تخوف الرأسماليين
والبرجوازيين من القوة المتعاظمة للشيوعيين من اجل جذبهم اليه. بالإضافة الى ذلك
استغل هتلر عدم ائتلاف الاحزاب الاخرى مع بعضها البعض ليصبح حزبه هو الحزب القوي
وخصوصا بعد ان طلب منه الرئيس هندنبرغ ان يشكل الحكومة . بهذا استطاع هتلر الوصول
الى الحكم بصورة شرعية وذلك بسبب استغلاله للنظام الديمقراطي الالماني الذي اعطاه
الحق بالمشاركة في الانتخابات بالرغم من برنامجه العنصري والغير ديمقراطي .
النظرية
النازية ومبادئها
تعتمد النظرية النازية في الاساس على نظريات
عرقية عنصرية التي اعطت للشعوب الارية الاوروبية وخصوصا الشعب الالماني افضلية
عرقية وحضارية وثقافية على الشعوب الاخرى . بموجب هذا , يعتبر الشعب الالماني هو
الشعب الاعلى والافضل في السلم العرقي للشعوب.اما الشعوب الاخرى مثل اليهود والعرب
والزنوج فهم في اسفل السلم . من هنا اعتبر النازيون اليهود عنصر غير ايجابي وطفيلي
الذي يعيش على حساب الشعب الالماني.
كذلك تعتمد النظرية الالمانية على فكرة الحرب المستمرة والصراع بين الشعوب .بموجب
هذه الفكرة فان التاريخ هو عبارة عن صراع مستمر بين الشعوب وان الشعب الافضل
والانقى هو الذي سينتصر في النهاية وهو بالطبع الشعب الالماني. وتؤمن النظرية
النازية بانه يحتاج الالمان الى مجال حيوي من الاراضي والثروات الطبيعية التي
يستطيع الالمان ان يعيشوا فيها ويستغلوا ثرواتها ويجعلوا شعوبها خدما لهم وخصوصا
الشعوب السلافية في اوروبا الشرقية .وحسب هذه النظرية لا يمكن تحقيق هذا الامر الا
من خلال الحرب وقوة الدم والحديد. ومن هذا المنطلق الاستبدادي المبني على القوة ,
لا يمكن للمبادئ الديمقراطية ولا حتى الاشتراكية ان تكون لها نصيب في النظام
النازي .فالنظام النازي يرى بشخصية الفوهرر التي هي رئيس الدولة هي الشخصية الاعلى
والتي يجب على مؤسسات الدولة , والشعب الالماني الخضوع لها والطاعة العمياء لأوامر الفوهرر المعصوم عن الخطأ
.فالدولة ما هي الا اداة بيد الفوهرر لتحقيق افكار ومبادئ النظرية النازية بشتى
الوسائل من تشريع القوانين وحتى القتل والابادة لكل مخالف .
אין תגובות:
הוסף רשומת תגובה