יום חמישי, 16 במאי 2013


مختصر الثورة  العربية الفلسطينية للبجروت
بقلم د.اشرف ابو زرقة

تعرف هذه الثورة بعدة اسماء , مثل الثورة العربية الكبرة او احداث عام 1936 او ثورة 1936 دلالة على اهميتها في تاريخ فلسطين .
بدأت هذه الثورة في عام 1936 على خلفية توتر كبير كان بين الانجليز وبين الفلسطينيين وخصوصا منذ مقتل عز الدين القسام , توتر بين اليهود وبين العرب على اثر مقتل عدة اشخاص من كلا الطرفين في احداث مختلفة في طولكرم ويافا .
اسباب الثورة
يرى الكثير من المؤرخين ان استشهاد عز الدين القسام في يعبد واكتشاف اسلحة لليهود في ميناء يافا من الاسباب التي ادت الى الثورة .كما ان موجات الهجرة اليهودية المكثفة الى فلسطين وعمليات شراء الاراضي من العرب وخوف العرب من سيطرة اليهود على فلسطين قد ساهم في اشعال هذه الثورة .ولعب الحاجز الثقافي دورا مهما في المواجهة بين العرب واليهود بسبب اختلاف المفاهيم والقيم والعادات. ونستطيع القول انه تأثر الثوار بما كان يجري في البلاد العربية المجاورة مثل عقد اتفاقية 1936 في سوريا التي اعترفت فيها فرنسا بحق العرب بالاستقلال واتفاقية عام 1936 التي اعترفت بريطانيا بحق المصريين بالاستقلال . كما ان صعود الانظمة الفاشية والنازية في ايطاليا وفي المانيا ودعايتها ضد بريطانيا وفرنسا واليهود ساهم في تصاعد امل الفلسطينيين بتغيير الوضع لصالحهم .

اهم احداث الثورة

في بداية الثورة تم التنسيق بين التيارات الفلسطينية من اجل توجيهها لهدف مشترك . فتم تكوين اللجنة العربية العليا التي تزعمها مفتي القدس وفلسطين امين الحسيني بالاشتراك مع ممثلين متنوعين من المجموعات الفلسطينية المختلفة .  اعلنت اللجنة الاضراب العام , حيث امتنع الفلسطينيون من العمل املين في شل الاقتصاد اليهودي والانجليزي .كما تمت مقاطعة اليهود والانجليز وتم فرض العقوبات الصارمة على كل انسان يبيع اراضي لليهود ويتعامل مع اليهود والانجليز .
بعد ذلك قام الكثير بالخروج الى مسيرات ومظاهرات منددين بالهجرة اليهودية والحكم الانجليزي . من ذلك بدأت فترة العصيان المسلح من خلال تشكيل المنظمات الفلسطينية المسلحة التي هاجمت اليهود والانجليز ووضعت الكمائن وقامت بتعطيل الطرق وتخريب المزارع والمصانع اليهودية في فلسطين .
على اثر تصاعد  الاحداث قامت بريطانيا بالطلب من حكام البلاد العربية بالتدخل ووقف الاضراب والثورة .في  تشرين اول عام 1936 طلبت هذه الدول من اللجنة العربية العليا لإنهاء الاضراب . وافقت اللجنة العربية وقف الاضراب املين ان تستجيب بريطانيا لمطالب العرب .  
لجنة بيل وقرار التقسيم لعام 1937

نتيجة لهذه الثورة ,قامت بريطانيا كعادتها بارسال لجنة تحقيق من اجل اعطاء حل لهذه الثورة .وصت هذه اللجنة بثلاثة توصيات اساسية : اقامة دولة يهودية في غالبية الساحل الفلسطيني والجليل , اقامة دولة عربية في بقية المناطق(الضفة الغربية والجنوب ) , وضع القدس وبيت لحم مع شريط ليافا تحت الادارة الدولية , تبادل السكان بين العرب واليهود , أي انه يجب على العرب الساكنين في منطقة الدولة اليهودية الهجرة الى الدولة العربية .

المرحلة الثانية للثورة 1937-139

بالرغم من ان العديد من اليهود قبلوا هذه التوصيات مع تحفظات الا ان العرب لم يرضى بهذه التوصيات التي اعتبروها منافية لوحدة الاراضي الفلسطينية والتي تبعد القدس عن المطالب الوطنية وتلزم تهجير العديد من الفلسطينيين . تجددت الثورة من جديد وتم قتل حاكم الجليل اندروس على يد الثوار .بسبب هذه الاحداث زادت بريطانيا من قواتها واستعملت اشد انواع العقوبات الفردية والجماعية من خلال الاعدام ومن خلال نسف البيوت وتم اعتبار اللجنة العربية العليا لجنة خارجة عن القانون وتمت ملاحقة قائد الثورة المفتي امين الحسيني حتى اضطر الى اللجوء الى دول اخرى طلبا للمساعدة .بعد هذه العمليات ضد الثوار ورغبة بريطانيا في تجنب الثورات رغبة منها بالتفرغ الى مشاكل اوروبا الداخلية بسبب اعمال هتلر وموسوليني وطرق ابواب الحرب العالمية الثانية , قامت بنشر الكتاب الابيض لعام 1939 .
الكتاب الابيض لعام 1939
في هذا الكتاب , قامت بريطانيا بالتصريح لأول مرة بانها معنية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة يعيش فيها اليهود والعرب معا بعد عشر سنوات . كما قامت بهذا الكتاب بتقليص عدد المهاجرين اليهود ل 75 الف يهودي ومن بعدها تصبح هذه الهجرة مرهونة بموافقة العرب . وسمحت ببيع الاراضي لليهود في مناطق محددة ومقيدة ومنعت بيع الاراضي في غالبية فلسطين .

اعتبر اليهود هذا الكتاب تراجع بريطاني لوعد بلفور وقاموا بالاحتجاج عليه الا انه بسبب صعود هتلر للحكم فضل العديد من اليهود التعاون مع الانجليز حتى انتهاء الحرب. اما العرب فرفضوه ايضا لانهم امنوا ان تحقيق هذا الكتاب مرهون بتعاون العرب مع اليهود ومرهون برضى اليهود من العرب . 

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה