יום חמישי, 16 במאי 2013


مختصر سياسة بريطانيا تجاه فلسطين حتى عام  1936 للبجروت
بقلم د.اشرف ابو زرقة

تمثلت السياسة البريطانية نحو قضية فلسطين من خلال رغبتها بتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا بعد وقوع فلسطين تحت حكمها المباشر .
في بداية الحكم البريطاني اعلنت بريطانيا ان سياستها تتمثل بتحقيق وعد بلفور وهو انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين شريطة عدم المساس بحقوق العرب بالبلاد . حاولت بريطانيا تحقيق هذه السياسة من خلال تشجيع الهجرة اليهودية الى البلاد ومن خلال مساعدة اليهود في اقامة المؤسسات السياسية والاقتصادية من اجل تطوير المستوطنات اليهودية في فلسطين .هذا ما نراه في صك الانتداب الذي اعلن بصراحة ان بريطانيا تنوي تحقيق وعد بلفور . مع هذا , نرى ان بريطانيا كانت تغير من تفسير سياستها المعلنة بشأن اقامة الوطن اليهودي وتشجيع الهجرة اليهودية بعد الثورات الفلسطينية او الاضطرابات بين اليهود والعرب . ففي عام  1922 اصدرت بريطانيا الكتاب الابيض الاول على يد تشرتشيل الذي قام بفصل شرق الاردن عن فلسطين ورهن الهجرة اليهودية بقدرة البلاد على استيعاب المهاجرين وذلك بعد اضطرابات يافا عام 1921 التي كانت بين العرب واليهود وادت الى مقتل العديد من الجهتين بسبب احتجاج العرب على وعد بلفور . كما نرى ان بريطانيا قامت باصدار الكتاب الابيض الثاني في عام 1930 وهو المعروف باسم كتاب باسفيلد الذي فرض قيود على الهجرة اليهودية وحدد بيع الاراضي لليهود وشدد على ضرورة الحفاظ على حقوق العرب واقترح انشاء مجلس تشريعي في فلسطين .كان هذا الكتاب الذي اعتبره الكثير من اليهود لجانب العرب , قد اصدر بسبب ثورة البراق لعام 1929 .هذه الثورة كانت انطلقت على اثر تخوف العديد من الفلسطينين من تحكم اليهود في الحرم القدسي الشريف وخصوصا مع مطالبة اليهود بحائط البراق (الذي يسمى عندهم بحائط المبكى) واقامة حواجز لفصل النساء عن الرجال في الصلاة في ساحته .اضافة الى رفع الاعلام الصهيونية والهتف بالأناشيد القومية اليهودية .من جهتم , رأى اليهود ان سبب الاضطرابات هو تحريض المفتي امين الحسيني على اليهود.في النهاية ادت هذه الاضطرابات الى مقتل العديد من اليهود وخصوصا في المدن المختلطة وادت الى انتهاء الوجود اليهودي في مدينة الخليل . من هنا نرى ان بريطانيا سارعت في اقرار الكتاب الابيض لتسكين حدة الاضطرابات ومنعا لامتدادها وتوسعها .  لهذا نرى ان السياسة المعلنة لبريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود كانت تتغير نتيجة حصول ثورات او اضطرابات من قبل الفلسطينيين وتخوفها من المساس بمصالحها السياسية والاستراتيجية في المنطقة .  

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה